غياب رمطان لعمامرة عن المشهد السياسي يثير التساؤل والقلق

الموقف ـ محمد إبراهيم ـأثار غياب وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة عن المشهد السياسي منذ حوالي أسبوعين تساؤل المراقبين وحتى بعض رواد شبكات التواصل الإجتماعي في ظل التعتيم الإعلامي السائد. وبالفعل لم يظهر رمطان لعمامرة منذ أسبوعين في المناسبات الدبلوماسية التي كانت من المفروض أن يحضرها وزير الشؤون الخارجية مثل إستقبال السفراء المعتمدين في الجزائر والمبعوثين الأجانب الذين يزورون البلاد. وشهدنا منذ أسبوعين تولي أمين عام وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني المهام التي كان يقوم عادة الوزير رمطان لعمامرة مثل إستقبال ممثل الإتحاد الأوروبي وسفير الصين بالجزائر ولم نشاهد لعمامرة مساء يوم الأحد بمناسة إستقبال محافظ الإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن جوزيب بوريل وهذا دليل قآطع على أن هناك مشكلة لم تعلن عنها السلطات الى حد الساعة.

غياب وزير الشؤون الخارجية عن المشهد السياسي في هذا الظرف الحساس الذي يتطلب تظافر الجهود قصد التصدي للضغوطات الخارجية التي تواجهها الجزائر أمر يدفع للتساؤل والقلق. لو كان الأمر عادي مثل المرض كان من السهل على رئاسة الجمهورية إبلاغ المواطنين بذلك لتجنب القلق والبلبلة داخل الدولة والجتمع خاصة وأن التواصل المهني هو أحسن وسيلة لتفادي إنتشار الشائعات التي من شأنها زعزعة إستقرار مؤسسات الدولة.

في ظل التعتيم الإعلامي السائد ولتفادي الشائعات التي تروج لها أبواق المعبد العنصري وحلفائهم في الداخل والخارج يستوجب علينا التذكير بالسياق السياسي الذي حدث فيه غياب رمطان لعمامرة عن المشهد السياسي. هذا الغياب ليس أمرآ بسيطآ بل هو عبارة عن أزمة سياسية وإدارية خطيرة. حسب مصادرنا بدأت الأزمة عندما رفض رئيس الجمهورية قائمة التعيينات الجديدة التي أقترحها وزير الشؤون الخارجية بسبب صياغة هذه القائمة على أساس فئوي وجهوي. من الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية قبول أو تعديل أو رفض إقتراحات الوزير وإذا لم يرضي قرار الرئيس الوزير يبقى للوزير حق تقديم إستقالته وهذا ما لم يفعله رمطان لعمامرة الذي فضل المكوث في بيته ضاربآ بقوانين وأعراف الجمهورية عرض الحائط. ماكان بإمكان لعمامرة أن يبتز بهذه الطريقة رئيس الجمهورية ومن خلاله مؤسسات الدولة الجزائرية لو لم تكن من ورائه العصابة المتكونة من كتائب نزار وتوفيق وتواتي وحلفائها داخل أجهزة السلطة وفي العواصم الغربية. الضغوطات الداخلية والخارجية التي يواجهها بمناسبة هذه الأزمة رئيس الجمهورية تفسر حسب مصادرنا عدم لجوء الرئيس الى حد الساعة لقرار إقالة رمطان لعمامرة.