“ميدل إيست آي” : الاتفاق السعودي الإيراني يؤكد فشل سياسة العقوبات الأمريكية

يرى خبراء أن الاتفاق بين السعودية وإيران الذي تم التوصل إليه هذا الشهر، أثبت أن استراتيجية الولايات المتحدة لفرض عقوبات على دول مثل إيران أدت إلى نتائج عكسية. وحسب موقع “ميدل إيست آي”، قال كريستيان كوتس أولريتشسن، الخبير في معهد “بيكر” للسياسة العامة بجامعة رايس، خلال ندوة عبر الإنترنت استضافها المركز العربي بواشنطن يوم الخميس، إنه بينما جاء توقيت الصفقة مفاجئا، تعمل الرياض وطهران على إعادة العلاقات منذ عدة سنوات حتى الآن. وأضاف أولريتشسن أن الدافع من الجانب السعودي جاء بعدما تعرضت المنشآت النفطية في المملكة في عام 2019 لهجوم بطائرة مسيرة ألقي باللوم فيها على طهران. وأدى الهجوم إلى انخفاض إنتاج النفط السعودي بنسبة 50%. وأوضح أن “ترامب أعلن وقتها أن هذا هجوم على السعودية وليس على أمريكا. كان يميز بين مصالح الولايات المتحدة ومصالح المملكة”.

بالنسبة لإيران، تقول دينا اسفندياري، كبيرة مستشاري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمجموعة الأزمات الدولية، خلال الندوة إن للعقوبات الأمريكية كان لها تأثير مباشر أكثر على استعداد طهران للبحث عن منافذ ومسارات أخرى خارج نطاق النظام المالي الأمريكي.ومنذ أن أعادت واشنطن فرض العقوبات على إيران، كان لها تأثير معوق على الاقتصاد، بما في ذلك التضخم المستمر، وخفض قيمة الريال الإيراني، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي.بعد أيام من الإعلان عن الصفقة، قال وزير المالية السعودي إن الرياض يمكن أن تبدأ الاستثمار في إيران “بسرعة كبيرة”. ويرى الخبراء، أن هيمنة الدولار الأمريكي على السوق الدولية لعقود من الزمان، استخدمت الولايات المتحدة سياسة العقوبات ضد خصومها.

وكانت آخر دولة تواجه عقوبات أمريكية شديدة هيروسيا، بسبب العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.ومع ذلك، يقول الخبراء إن سياسة العقوبات أثبتت عدم فعاليتها، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث برزت الصين كمنافس مساوٍ للولايات المتحدة في السوق المالية الدولية. ويتردد أن المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، تفكر في تسعير بعض مبيعاتها النفطية إلى الصين باليوان. وتشير باربرا سلافين، الخبيرة في مركز ستيمسون، إلى أنه على الولايات المتحدة إعادة التفكير في مناهجها، خاصة فيما يتعلق باستخدام العقوبات الاقتصادية، والتي أثبتت أنها تأتي بنتائج عكسية، وحتى لا نضع أنفسنا في موقف لم نعد فيه قادرين على التوسط في الاتفاقات بين الخصوم”.