خبراء أمريكيون يشككون في الرواية الروسية حول المسيٌرة التي إستهدفت الكرملين

شكك الدبلوماسي الأميركي السابق في موسكو الدكتور دونالد جنسن في صحة الرواية الروسية حول المسيُرة التي إستهدفت الكرملين مشددا على أن موسكو لا تمتلك أي دليل على اتهامها كييف، بالإضافة إلى أن أوكرانيا ليست لديها مسيّرات تصل إلى ذلك المدى، مرجحا أن يكون طرف ثالث من قام بالهجوم على الكرملين، الذي اعتبره أمرا مهينا للقوات الروسية. وأيد الضيف الأميركي تصريح الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي قال خلال مؤتمر صحفي في هلسنكي: “نحن لا نهاجم بوتين أو موسكو، نحن نقاتل على أراضينا”،

و يرى جوناثان أكوف خبير شؤون الاستخبارات والأمن القومي بجامعة “كارولينا” أن ما أُعلن حتى الآن عن هذا الموضوع لم يُتحقق منه.وأضاف أكوف “عندما عرضوا فيديو الهجمات على الكرملين أول مرة، بذلت شبكة بي بي سي جهودا مضنية للتحقق من مصداقة الفيديو، إلا أنها لم تتمكن من التحقق من أي من الادعاءات التي قدمتها وسائل الإعلام الروسية، والتي كلها تخضع الآن لسيطرة نظام الرئيس بوتين”. واعتبر أكوف مقطع الفيديو القصير الذي رآه لا يقدم أي إشارة على أن هذه كانت محاولة اغتيال لبوتين أو حتى هجوما على الكرملين، موضحا أن استخدام الطائرات من دون طيار لقتل بوتين أمر صعب للغاية، قائلا “لن يكون ذلك ممكنا إلا إذا كانت لدى المهاجم معلومات دقيقة بشأن موقعه المحدد، فالكرملين مكان شاسع، إنه مجمع هائل من المباني، كثير منها مقاوم تماما للذخائر والقنابل”.وأشار إلى أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يأمل بها الأوكرانيون في تحقيق شيء من هذا القبيل هي إذا كان لديهم تبادل فوري للمعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي مع الولايات المتحدة، وهو ما لم يحدث، فواشنطن اختارت عدم مشاركة معلومات مواقع كبار القادة العسكريين الروس مع الأوكرانيين خوفا من تصعيد الصراع بمشاركة أميركية أكبر.

ومن جهته، يقول الخبير في السياسة الخارجية الأميركية وليام وولفورث إنه ليس هناك معلومات مؤكدة بعد عمن قام بهذا العمل، لافتا إلى إمكانية أن تكون روسيا هي من فعلت ذلك عمدا لنفسها من أجل تحميس شعبها لدعم الحرب.وفي حديثه مع الجزيرة نت، أشار وولفورث إلى أنه “إذا كانت أوكرانيا حقا وراء الهجوم، فهذا العمل مدهش بالنظر إلى أن الطائرات من دون طيار تطير ببطء، والحدود الأوكرانية على بعد نحو 500 كيلومتر، فضلا عن إمكانات الدفاع الجوي الروسي، وجميع التدابير التي تستخدمها للدفاع عن الكرملين”. وتابع وولفورث أن “فكرة أنهم كانوا يحاولون اغتيال بوتين هي فكرة مجنونة، بالنظر إلى أنه لم يكن في الواقع في الكرملين، وعادة ما يفضل العمل في منزله خارج موسكو، وأن الكرملين ضخم للغاية. آمل يوما ما أن نحصل على القصة الكاملة حول ما جرى”.

المصدر : الجزيرة