القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض 340 صاروخ من ٱصل 865 صاروخ أطلقتها سرايا القدس من غزة
كشف الجيش الإسرائيلي في آخر تحديث للمعلومات إن 1099 صاروخا أطلق باتجاه إسرائيل حتى صباح اليوم السبت، اجتاز 865 منها الحدود، في حين تمكنت القبة الحديدية من اعتراض 340 صاروخا، حسب البيان. وقالت الإذاعة الإسرائيلية -نقلا عن مصادر عسكرية- عن أن حركة الجهاد الإسلامي أطلقت للمرة الأولى صواريخ مضادة للطائرات.وأضافت الإذاعة أن الدفعة الجديدة من الصواريخ غير مسبوقة واستهدفت مناطق بعيدة في أسدود وعسقلان وغلاف غزة. قالت القناة الإسرائيلية 13 إن صاروخا مضادا للدروع أطلق أمس من غزة للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية
كيف يمكن تفسير فشل منظومة القبة الحديدية في إعتراض أغلبية صواريخ المقاومة الفلسطينية ؟
في حديث للجزيرة قدم العالم الأمريكي الدكتور ثيودور بوستول تفسيراته وإستنتاجه حول الموضوع. فشل منظومة القبة الحديدية ليس أمرآ جديدآ بل يعود الى سنة 2012 عدم قدرة الإسرائيليين على تحسين أداء القبة الحددية يُشير حسب الدكتور ثيودور بوستول إلى وجود خطأ جوهري في تصميم المنظومة لا يسمح بتطويرها. الأمر لا يتعلق فقط بأن تعترض صاروخا حربيا، بل يجب أن تقابله رأسا برأس، لأنه لكي تتمكَّن من تدمير صاروخ ما، فإنه من الواجب أن تُدمِّر الرأس الحربي المُتفجِّر الخاص بالصاروخ، الذي يوجد في مقدمته، أما إذا ضربته ضربة جانبية فإنك قد تُسقطه لكنه سيظل قابلا للانفجار ما إن يصل للأرض. الغالبية العظمى من صور بقايا الصواريخ الساقطة على الأرض لا تُظهِر أي دليل على مواجهات رأسا برأس مع المُعترِضات الصاروخية الخاصة بالقبة الحديدية. في الحالة المثالية، يجب أن يلتقي الصاروخان رأسا برأس، وما إن يمر الصاروخ المُعترِض إلى جانب الصاروخ المُعترَض حتى يُفعَّل فتيل ليزري فينشر الصاروخ المُعترِض شظاياه لتفجير الصاروخ المُعترَض. تؤكد هذه الصور أن الصواريخ المُعادية (القادمة من غزة) قد تلقَّت الضربات من قِبَل القبة الحديدية في خلفيتها بينما مرَّ الرأس الصاروخي بأمان.تدَّعي إسرائيل معدل اعتراض قدره 90%، لكن ليس من الواضح ما الذي يقصده الإسرائيليون بالاعتراض، التعريف الوحيد المنطقي للاعتراض في هذه الظروف هو تدمير رأس الصاروخ الحربي.
إذا كانت القبة الحديدية لا تعمل جيدا، فلماذا إذن تكون الخسائر الإسرائيلية من الهجمات الصاروخية منخفضة للغاية؟
يجيب الدكتور ثيودور بوستول على هذا السؤال قائلآ أن هناك أسباب لذلك لا علاقة لها بالقبة الحديدية، يوجد في إسرائيل نظام كبير من الملاجئ، مُرتَّب بحيث يمكن للمواطنين العثور بسهولة على الحماية في غضون عشرات الثواني أو أقل من التحذير. نظام الإنذار الإسرائيلي من الهجمات الصاروخية متطور. في تفجيرات الحرب العالمية الثانية في لندن كانت الرؤوس الحربية أكبر بكثير من تلك التي استخدمتها حماس، حيث كانت تحمل نحو 2000 رطل من المتفجرات، مقارنة برقم يتراوح بين 10ء20 رطلا لصواريخ حماس (خلال عدوان عام 2012). هذه الأحجام الصغيرة للرؤوس الحربية تجعل الإنذار المبكر والإيواء الوقائي أكثر فعالية، لأن الرؤوس الحربية الأصغر من غير المرجح أن تخترق أو تدمر مأوى. هذان العاملان ءصغر حجم الرؤوس الحربية ونظام الإنذار والإيوإ يُفسِّران انخفاض أعداد القتلى انخفاضا جذريا جراء الصواريخ وقذائف الهاون.
الدكتور ثيودور بوستول، أستاذ الهندسة والتكنولوجيا وسياسة الأمن القومي في برنامج العلوم والتكنولوجيا والمجتمع في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموق. قام “بوستول” بعمله الجامعي في الفيزياء، وتخرج متخصصا في الهندسة النووية، ثم بعد تخرجه انضم إلى فريق مختبر أرغون الوطني. عمل بعد ذلك في مكتب الكونغرس لتقييم التكنولوجيا، لدراسة طرق إنشاء قاعدة صواريخ “إل جي إم 118 بيسكيبر” البالستية العابرة للقارات، وعمل لاحقا مستشارا علميا لرئيس العمليات البحرية.بعد مغادرة البنتاغون، ساعد الدكتور بوستول في بناء برنامج في جامعة ستانفورد لتدريب العلماء في منتصف حياتهم المهنية على دراسة التطورات في تكنولوجيا الأسلحة ذات الصلة بسياسة الدفاع والسيطرة على الأسلحة. في عام 1990 حصل الدكتور بوستول على جائزة ليو زيلارد من الجمعية الفيزيائية الأميركية، وفي عام 1995 حصل على جائزة هيليارد رودريك من الجمعية الأميركية لتقدُّم العلوم، وفي عام 2001 حصل على جائزة نوربرت وينر للمسؤولية الاجتماعية والمهنية لكشفه العديد من الادعاأت الخاطئة والمهمّة حول الدفاعات الصاروخية.
المصدر : الجزيرة