متى سيحاكم نورالدين أيت حمودة على إهانته للأمير عبد القادر ومصالي الحاج وهواري بومدين ؟

الموقف ـ أثار تأكيد مجلس قضاء تيبازة الحكم الصادر عن محكمة شراقة بستة أشهر سجن في حق رئيسة حزب البيان السيدة نعيمة صالحي غضبآ شديدآ في اوساط رواد شبكات التواصل الإجتماعي الذين عبرو عن إستيائهم مما وصفوه بعدالة الكيل بمكيالين حيث راحو يذكرون بإدانة مدير الثقافة بولاية المسيلة رابح ظريف بستة أشهر سجن بحجة إهانته لشخصية وطنية (عبان رمضان) في الوقت الذي مازلنا نتظر محاكمة النائب السابق نوردين بن حمودة الذي أهان عدة رموز وطنية وعلى رأسهم الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.


للإشارة اعتقلت السلطات الجزائرية يوم 25 جوان 2021 الناشط السياسي والنائب السابق في البرلمان نور الدين آيت حمودة، صاحب التصريحات المثيرة للجدل ضد عدد من الشخصيات الجزائرية التاريخية، بينها الأمير عبد القادر الجزائري ثم أطلقت سراحه بعد أيام .وأوقفت وحدة من قوات الأمن نور الدين آيت حمودة في فندق وسط مدينة تيشي ببجاية، شرقي الجزائر، عقب إلقائه محاضرة نظمتها جمعية ثقافية محلية، جدد فيها تعرضه لسيرة الأمير عبد القادر الجزائري، ولرائد النهضة الجزائرية الشيخ عبد الحميد بن باديس، ووصفهما بالعمالة لصالح فرنسا خلال فترة استعمارها الجزائر. وقبل المحاضرة، كان بن حمودة قد تمسك بتصريحاته المثيرة للجدل ضد الشخصيات التاريخية، وتحدى عائلاتها رفع دعوى قضائية ضده. وكان بن حمودة قد صرح، في حوار تلفزيوني بثته قناة “الحياة” بأنّ الأمير عبد القادر “وبتوقيعه معاهدة التافنة، فإنه قد باع الجزائر لفرنسا وأحفاده ما زالوا يتلقون إعانات من فرنسا إلى يومنا هذا”. ووصف مؤسس “الحركة الوطنية في الجزائر” خلال عهد الاستعمار الفرنسي مصالي الحاج بأنه خائن (لرفضه إطلاق ثورة التحرير)، كما وجه انتقادات حادة ضد الرئيس الراحل هواري بومدين، وقال إنّ “الجزائر تعاني إلى اليوم من الألغام التي وضعها بومدين”، ووصفه “بالعقيد الوحيد في العالم الذي لم يطلق رصاصة واحدة في حياته”.

وقالت أنذاك مؤسسة الأمير عبد القادر أنها تعتزم مقاضاة نور الدين آيت حمودة بعد التصريحات المثيرة التي أدلى بها في قناة وطنية والتي تمس بالأمير عبد القادر. وقالت زهور بوطالب، رئيسة مؤسسة الأمير عبد القادر في اتصال معها أن المؤسسة تساند وتدعم الدعوة القضائية التي تقدم بها فريق من المحامين ضد المدعو نور الدين آيت حمودة بعد التصريحات المسيئة لرمز من رموز الجزائر. وأضافت زهور بوطالب، أن ما أدلى به نور الدين آيت حمودة فضلا عن المغالطات التاريخية التي جاءت فيه، لكن أيضا يروج للحقد والكراهية ويندرج في إطار عمل ممنهج لتكسير كل رموز الجزائر، مؤكدة أنها خطة مدروسة لتفتيت وزرع الشك في تاريخ الجزائر حتى يكبر الجيل الجديد وهو يشكك في كل رموزه وتاريخه، أي أننا بلا تاريخ. وأضافت المتحدثة أنها في البداية ترفعت عن الرد على تصريحات آيت حمودة، لكن بعد الخطوة التي تقدم بها فريق المحامين فإن مؤسسة الأمير تدعم هذا المسعى وستتوجه برسالة إلى رئيس الجمهورية ووزارة المجاهدين للتأكيد على تطبيق القانون ووضع حد لجنون الإساأت المتكررة لرموز الثورة، خاصة وأن الجزائر سبق وأن أقرت قانونا يجرم خطاب الكراهية ونشر العنصرية صدر في شكل مرسوم رئاسي في أعقاب الزوبعة التي أثارتها تصريحات رابح ظريف ضد الشهيد عبان رمضان وانتهت إلى سجنه.

ولا يزال الرأي العام الجزائري ينتظر محاكمة نورالدين أيت حمودة وللتذكير هذا النائب السابق عن حزب الأرسيدي المعروف بعدائه الشديد لثوات الأمة ومواقفه الإستئصالية خلال العشرية الدموية ليس بشخصية مدنية عادية بل له علاقات متينة مع قيادات عسكرية وأمنية لا تزال بعضها في مناصب عليا داخل أجهزة الدولة وأخرى تشتغل في الخفاء ضد كل ما هو عربي تحت شعارات مختلفة لكن تصب جميعها في إتجاه واحد وهو فرض هيمنة أقلية ثقافية وإيديولوجية على الأغلبية الشعبية.