إنتخاب الجزائر بمجلس الأمن : فرصة للمرافعة من أجل إصلاح المنظومة الأممية
لقد جعلت الجزائر من مسألة إصلاح مجلس الأمن الدولي ضرورة حتمية لتحقيق نظام دولي أكثر تمثيلا وعدلا وتوازنا, وبمناسبة إنتخاب الجزائر لعضوية غير دائمة بمجلس الأمن ينتظر المراقبون من الجزائر تكثيف العمل من أجل تجسيد هذا المسعى المشروع.
وشدد رئيس الجمهورية على هذا المطلب في عدة مناسبات “لا سيما في ظل السياق الدولي الحساس الذي تفاوتت فيه الأزمات والتداعيات التي تحمل في طياتها بوادر تغيرات جديدة لموازين القوى على الساحة الدولية, بينما لاتزال القارة الافريقية عرضة للعديد من التهديدات متعددة الأبعاد والأشكال والتي تمس بالسلم والأمن كظاهرة الإرهاب وتفاقم الحروب والتغيرات المناخية وأزمات الغذاء والطاقة والصحة والتي زاد من حدتها تفشي جائحة كورونا والصراع الروسي-الأوكراني”.
إن جنوح الجزائر إلى السلام وتغليب الحوار والحل السلمي للأزمات وتأكيدها على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول -وما أكثر نماذج دور الدبلوماسية الجزائرية في قضايا المنطقة وأيضا الدولية في هذا المجال- سيجعل من فترة عضويتها بمجلس الأمن, فرصة لمواصلة تجسيد ذلك عبر مساهمتها في الجهود الرامية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين ودعم العمل والتعاون الدولي وتعزيز دور الأمم المتحدة لحملها على الاضطلاع بالمسؤوليات المنوطة بها لا سيما تجاه الشعبين الفلسطيني والصحراوي. و سيشكل أيضا حصول الجزائر على العضوية بمجلس الأمن الدولي فرصة للعمل على استرجاع مكانة الجامعة العربية على الساحة الدولية والاضطلاع بدورها كمنظمة عربية “قوية ومؤثرة” لتمكينها من مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية, خدمة لتطلعات وآمال الشعوب العربية ولاستقرار المنطقة, وهو ما سبق وأن رافع من أجله رئيس الجمهورية خلال القمة العربية بالجزائر.
يجدر التذكير بأنه وخلال تواجده بنيويورك في إطار الزيارة التي قام بها إلى مقر الهيئة الأممية بتكليف من رئيس الجمهورية, أجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, أحمد عطاف, لقاءات مكثفة مع عدد من نظرائه من الدول وشخصيات أممية, أبرز خلالها الأهمية البالغة التي يوليها السيد تبون للدور الحيوي للأمم المتحدة وتأكيده على أنه “سيظل نصيرا قويا لجهودها الرامية لترقية حقوق الإنسان والحفاظ على السلم والأمن الدوليين والنهوض بالتنمية المستدامة”. كما جدد الالتزام القوي والحازم للرئيس تبون, بأن الجزائر “ستتحمل هذه المسؤولية بشعور عميق من التواضع والتفاني والالتزام وأنها ستساهم كشريك مسؤول وموثوق في مواجهة التحديات العالمية من خلال تقديم الأفكار والمبادرات التي من شأنها تعزيز دور العمل متعدد الأطراف في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين”.
(واج)