مصدر بريطاني يقر بفشل الهجوم المضاد الأوكراني

قال تقرير، في موقع صحيفة “ذا تلغراف” البريطانية، بعنوان “الهجوم الأوكراني المضاد يفشل، ولا توجد حلول سهلة”، إنّ كييف تشكو أنها لا تملك قوة جوية، لكن هذا ليس المصدر الحقيقي لمعاناتها الأخيرة مع الهجوم الروسي، بل يوجد عدد من الأسباب الأكثر أهمية.

فمع عدم تحقيق انفراجة ملحوظة في الهجوم الأوكراني المضاد، الذي طال انتظاره في الغرب، بعد ستة أسابيع من إطلاقه، يؤكد التقرير أن “من الجدير أن نتساءل عما إذا كان يمكن للهجوم المضاد، الذي تشنه أوكرانيا، أن ينجح، لأن من المؤكد أنه لا يبدو ناجحاً الآن”.وقارن التقرير “التقدم البطيء والمكلف اليوم، بالانتصارات الخاطفة في خاركوف وخيرسون في الخريف الماضي”، ذاكراً أنه “في ذلك الوقت، كانت قوات كييف تتقدم ضدّ عدو منسحب، وكان ينسحب لإعادة نشر القوات، ومقايضة المساحة بالوقت. وبعد أن بنى الروس قواتهم الآن من خلال التعبئة، وحفروا خطوطاً دفاعية واسعة النطاق، فهذه المرة لن يذهب الروس إلى أي مكان”. وأضاف أن “ذلك ترك أوكرانيا أمام خيار واحد، هو شنّ هجمات أمامية ضدّ مواقع محصنة بشدة، تشبه تقريباً الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى، بحيث كانت خطوط الخنادق تمتد من سويسرا إلى البحر، من دون أن يتمكن أيّ من الجانبين من تحقيق اختراق حاسم لمدة 4 أعوام”.

وأضاف أن “من شأن هذه النتيجة اليوم، أن تترك كييف عرضة للتحولات في الرأي الغربي، نظراً إلى احتمال رئاسة ترامب، أو الإرهاق الأوروبي، وهذا شيء يجب أن يكون الرئيس زيلينسكي على دراية به، وربما يسبب ذعراً كبيراً في كييف”.والسؤال الذي يجب طرحه اليوم، بحسب “ذا تلغراف”، هو ما إذا كان الأوكرانيون “مستعدين – عسكرياً وسياسياً ومالياً – لتنفيذ هذه الهجمات، خلال أشهر، وربما أعوام، من أجل اختراق الأحزمة الدفاعية؟”، ولا سيما بعد أن وصفت وزارة الدفاع البريطانية هذه التحصينات الروسية بأنها “أحد أكثر الأنظمة شمولاً للأعمال الدفاعية العسكرية التي شوهدت في أيّ مكان في العالم”.ويضيف تقرير الصحيفة البريطانية أنّ “أوكرانيا (مقارنةً بروسيا) أقلّ عدداً في كلّ القدرات العسكرية، ويعني النقص الحاد في العربات المدرعة أنّ كييف تقترب من هذا الهجوم المضاد بحذر شديد، فلقد تمّ تدمير عدد من الدبابات ومركبات المشاة القتالية، التي زودها بها الناتو بالفعل. وبالتالي، فإنهم يحتجزون معظم هذه الأصول المتبقية لتجنب مزيد من الخسائر”.

ويعود إمكان التعافي الأوكراني إلى قدرة كييف على إكمال الهجمات الأمامية، فلقد تمّ شجب هذه الاستراتيجية على الأقل منذ الحرب العالمية الأولى، من جانب المنظرين العسكريين، الذين يمجّدون “النهج غير المباشر”، الذي يتقدم على طول خطوط أقل مقاومة، لتعطيل توازن العدو قبل الهجوم على دفاعات الخطوط الأمامية الضعيفة.لكن، بالنظر إلى موقف كييف، فإنها اليوم لا تتمتع بامتياز التنظير، كما يؤكد التقر وفي الوقت نفسه، يطالب الغربَ بالتركيز على توفير المعدات العملية الصحيحة، مثل مجموعة إزالة الألغام لتطهير المسارات من أفخاخ العدو وعبواته، بالإضافة إلى الذخائر العنقودية، وصواريخ ATACM طويلة المدى، مؤكداً أنّ إحداث تغيير في التوازن سيتطلب التركيز على “حرب الأرض القذرة”، وليس على الأساليب النظيفة التقليدية، التي اعتادها الغرب.

الميادين