إحياء يوم الجيش الوطني الشعبي تحت شعار تعزيز القدرات الدفاعية

ترأس رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, السيد عبد المجيد تبون, اليوم السبت بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس (الجزائر العاصمة), مراسم الاحتفال بالذكرى الثانية لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي.

وبذات المناسبة، ألقى رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، كلمة أكد فيها هذا اليوم الذي يرسخ محطة أخرى مضيئة في مسيرة وطننا المفدى، وهي ذكرى تحوير جيش التحرير الوطني، بكل ما يحمله من قيم التضحية والبسالة والفداء ومبادئ الإخلاص والوفاء للجيش الوطني الشعبي، هي محطة نكرم فيها أبطال الجزائر المستقلة، عرفانا لما قدمه أولئك الرجال الصناديد الذين نذروا أنفسهم للحفاظ على الجمهورية وبذلوا كل البذل لتبقى شامخة ضد الظلامية والهمجية الإرهابية المتوحشة”.

ويعرف الجيش الوطني الشعبي في السنوات الأخيرة طفرة مشهودة في عصرنة وتحديث قدرات قوام المعركة والاحترافية وتنمية وتأهيل العنصر البشري وينفذ برنامج التحضير القتالي بصرامة واقتدار، تتخلله تمارين تكتيكية بالذخيرة الحية على مدار السنة. وقد تمكن من تحقيق نتائج باهرة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة من باب الدفاع عن مبادئ الثورة المجيدة وصون سيادة وأمن الوطن وحماية الحدود وحرمة الأراضي ووحدة الشعب، إلى جانب مساهمته في تطوير الاقتصاد الوطني من خلال إستراتيجية مدروسة تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتلبية حاجيات السوق الوطنية وتطوير القاعدة الصناعية للبلاد.

ويتزامن إحياء ذكرى يوم الجيش الوطني الشعبي هذه السنة مع التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الساحل على خلفية التهديد الذي يمثله إحتمال تدخل عسكري دولي في النيجر المجاورة والذي من شأنه أن يفاقم الوضع الأمني على حدود الجزائر. و تتطلب حماية أمن الجزائر ومصالحها الإستراتيجية في ظل هذا الوضع المتأزم جيشآ قويآ الأمر الذي يقتضي تسخير إمكانيات كبيرة من أجل تعزير القوة الدفاعية خاصة وأن الظروف التي فرضتها حرب أوكرانيا دفعت الجيش الجزائري بتسريع وتيرة تنويع مصادر تسليحه وتوطين صناعة بعض المعدات العسكرية ولكن نتائج هذا المجهود تبقى مرهونة بالأهمية التي توليها القيادة لمسألة تطوير المورد البشري والإعتماد على الكفاءات الأمر الذي يتطلب محاربة كافة أشكال الفساد من محسوبية و زبونية وعشائرية التي لا يتطرق إليها الإعلام الوطني في الوقت الذي أصبحت فيه حديث الخاص والعام داخل وحدات الجيش والتي باتت تشكل نقاط ضعف حقيقية يستوجب التصدي لها بحزم.