“لوموند”: انسحاب فرنسا القسري من النيجر سيكون أخطر ضربة لماكرون

رأت صحيفة “لوموند” الفرنسية، أنّ إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الانسحاب من النيجر، يعد الضربة الثالثة في أقلّ من عامين ضد وجود القوات العسكرية الفرنسية في أفريقيا، وهي أخطر انتكاسة لرئيس الدولة في القارة منذ انتخابه في عام 2017.

وقالت إنّ الانسحاب الفرنسي من النيجر، “قسري”، ويشكّل ضربة حقيقية للمؤسسة العسكرية بأكملها، مشيرةً إلى أنّ “المشاورات في باريس كانت تجري لضمان مغادرة جيدة تضمن سحب القوات وجميع المعدات العسكرية، وليس المغادرة بحد ذاتها”. وأعلن ماكرون أمس، سحب قوات الجيش الفرنسي من النيجر بحلول نهاية العام الجاري، إضافةً إلى عودة سفير بلاده في نيامي خلال ساعات، بعد نحو شهرين من الانقلاب العسكري الذي وقع في دولة النيجر.

وجاء قرار ماكرون، بعد قرار هيئة الطيران المدني في النيجر، منع الطائرات الفرنسية مِن عبور المجال الجوي للبلاد.وقرّرت الهيئة أنّ المجال الجوي للنيجر “مفتوح أمام جميع الرحلات التجارية الوطنية والدولية، باستثناء الطائرات الفرنسية، أو الطائرات التي تستأجرها فرنسا، وبينها تلك العائدة إلى أسطول شركة الخطوط الجوية الفرنسية”. ُذكر أنّ المجلس الانتقالي في النيجر، كان قد طلب، في 25 آب/أغسطس الماضي، مِن السفير الفرنسي، سيلفان إيتي، مغادرة البلاد، مُشدّداً حينها على أنّ تصرفات الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح نيامي.

كما طالب المجلس، في 31 آب/أغسطس الجاري، بالانسحاب الكامل للقوات الفرنسية من الدولة الواقعة في غربي أفريقيا، الأمر الذي دعمته بشدّة المطالب الشعبية في النيجر.وعمّت تظاهرات شعبية واسعة شوارع العاصمة النيجرية نيامي، في 18/سبتمبر الجاري، احتجاجاً على الوجود العسكري لفرنسا في البلاد، ومطالبةً لها بسحب قواتها. وكان نحو 3000 عسكري فرنسي ما يزالون منتشرين في منطقة الساحل، ويتركز جزءٌ كبير منهم في النيجر، بعد انسحابهم الكامل من مالي العام الفائت، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية. يُشار إلى أنّ فرنسا أكّدت مراتٍ عدة دعمها لوجهة نظر “إكواس” إزاء الأوضاع في النيجر، فيما وصلت العلاقات بين باريس ونيامي إلى أدنى مستوىً لها مؤخراً، وذلك بعد الإطاحة بمحمد بازوم، الموالي لباريس، من رئاسة البلاد.

(الميادين)