تخوف إسرائيلي وغربي من إحتمال إشتعال جبهة ثانية في الضفة الغربية

بينما يستعد جيش الاحتلال لاقتحام غزة، تشهد الضفة اقتحامات واعتقالات يتصدى لها الشباب الفلسطينيون، في حين تدور اشتباكات بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية.وتخشى الدول الغربية الداعمة لإسرائيل من حرب أوسع نطاقا يكون فيها جنوب لبنان جبهة ثانية والضفة الغربية جبهة ثالثة محتملة.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية دهمت ونفذت ضربة جوية على مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية قبل أيام مما أسفر عن استشهاد 12 شخصا، واعترف الاحتلال بمقتل عنصر من شرطته. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه في حالة تأهب قصوى ويستعد لإحباط هجمات، بعضها قد ينفذه مسلحو حماس في الضفة الغربية. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي جوناثان كونريكوس إن حماس تحاول “إقحام إسرائيل في حرب على جبهتين أو 3 جبهات”، بما في ذلك الحدود اللبنانية والضفة الغربية. ووصف مستوى التهديد بأنه “مرتفع”. وبينما تسيطر حماس على قطاع غزة المحاصر، فإن الضفة الغربية خليط معقد من المدن الواقعة على سفوح التلال والمستوطنات الإسرائيلية ونقاط التفتيش العسكرية التي تقطع أواصر المجتمعات الفلسطينية.

وتتباين وجهات النظر بين مقر السلطة في رام الله والمناطق المهمشة الفقيرة بشأن جدوى “المقاومة ومن الأسباب الرئيسية التي تحد من أعمال المقاومة الاتفاقيات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس ويندد عباس بالهجوم الإسرائيلي على غزة بينما تقوم قوات الأمن التابعة له بقمع المظاهرات. ولم تصدر فتح دعوات علنية للمقاومة المسلحة. وقال المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري إن “السلطة تقمع المسيرات لمنع حدوث تداعيات، لأن المظاهرات التي تخرج بالآلاف حاليا ممكن أن تتحول إلى مظاهرات بعشرات الآلاف. هدف السلطة الحفاظ على الهدوء”. وأضاف “اليوم هناك في السلطة منظومة لديها مصالح شخصية تريد الحفاظ عليها”. وتابع أنه إذا اهتزت قبضة عباس فإن الوضع قد يتدهور. ويقول المسؤول السابق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) ليور أكرمان إن المخاوف من اضطرابات واسعة في الضفة الغربية “قائمة قبل حرب حماس”.

وأضاف أن حماس تحاول منذ سنوات “بذل كل ما في وسعها لتحفيز الإرهابيين في الضفة الغربية”، حسب تعبيره.وقال إن الاحتلال قبض في الليلة الماضية على نحو 100 فلسطيني في الضفة الغربية، بينما في الأيام العادية كان الشين بيت “يعتقل فقط من لديه معلومات بأنهم يستعدون لهجمات إرهابية”. ويقول محللون إن أحد مباعث قلق إسرائيل في الضفة الغربية هو الهجمات التي ينفذها الفلسطينيون الذين لديهم ولاءات متباينة، ولكن يجمع بينهم الازدراء العام للاحتلال.وأظهرت استطلاعات رأي جرت في الآونة الأخيرة وجود دعم شعبي هائل بين الفلسطينيين للفصائل المسلحة.وحتى قبل العدوان الحالي على غزة، كانت الضفة الغربية تشهد تصاعدا في التصدي للاحتلال. وكثفت إسرائيل مداهماتها العسكرية، كما نفذ فلسطينيون هجمات تستهدف إسرائيليين. ووفقا لسجلات الأمم المتحدة، فإن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في الضفة منذ بداية العام وحتى السابع من أكتوبر الجاري تجاوز 220، في حين قتل 29 إسرائيليا على الأقل.

المصدر: الجزيرة