قمة عربية طارئة في الرياض يوم 11 نوفمبر تفوح منها رائحة الخيانة والتآمر
الموقف ـ مرت على العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ما يقارب أربعة أسابيع ولم تتمكن الدول العربية حتى من فرض هدنة إنسانية مؤقتة من أجل إدخال المساعدات العاجلة الى أهالي غزة والمسؤولية الكبرى تقع على الدول العربية الحليفة لٱمريكا وبالخصوص الدول التي تربطها علاقات تعاون أمني مع إسرائيل مثل السلطة الفلسطينية ومصر والأردن والإمارات.
ويدفع هذا التقاعس العربي الرسمي المراقبين الى طرح سؤال مهم : كيف يمكن تفسير لامبالاة إسرائيل وأمريكا بالدعوات العربية الرسمية من أجل وقف إطلاق النار وإذا كان هناك إحتقار فعلي من أمريكا وإسرائيل للدول العربية كيف يمكن تفسير ضعف الرد العربي ؟ ويذهب بعض المراقبين الى الإستنتاج بأن الدول العربية المجاورة مثل مصر والأردن أو النافذة داخل الجامعة العربية مثل السعودية والإمارات ربما تكون منغمسة في لعبة دبلوماسية مزدوجة فمن جهة تتظاهر بأنها تدعو الى وقف إطلاق النار وحل القضية الفلسطينية ومن جهة أخرى وفي السر لا تعارض بل تحرض على ذبح حماس ليتسنى لها فتح الطريق أمام التطبيع الشامل وإرساء نظام إقليمي جديد يكرس الهيمنة الأمريكية ـ الصهيونية ـ الخليجية.
وإعترف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أحمد يوسف في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” بما سماه «تأخيراً في موعد عقد القمة الطارئة». وقال إن «هناك تأخيراً واضحاً في تحديد الموعد، لا سيما مع عدد الضحايا الذين يسقطون يومياً من الجانب الفلسطيني». وأضاف أن «السرعة مطلوبة في مثل هذه الأمور، فعندما بدأت أحداث (أيلول الأسود) في الأردن عام 1970 عُقدت قمة عربية طارئة في اليوم التالي للدعوة إليها». لكنّ مصدراً دبلوماسياً بالجامعة العربية أشار إلى أنه «كان لا بد من الحذر والتأني في اختيار توقيت القمة الطارئة فهي محفوفة بالمخاطر»، موضحاً أن «الوضع يتحرك بسرعة، والساحة مفتوحة على جميع الاحتمالات في ظل العملية الإسرائيلية المتصاعدة، التي لا يُمكن التكهن بمسارها وجدولها الزمني، وما إذا كانت ستتوسع إلى جبهات أخرى، لا سيما أنها لم تتأثر حتى الآن بأي تحركات دبلوماسية سواء على مستوى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن».
وفي كل الأحوال يمكن فهم دعوة السلطة الفلسطينية والسعودية الغريبة من أجل عقد قمة عربية “طارئة” بعد حوالي أسبوعين منذ الدعوة إليها وكأن الأطراف التي دعت الى القمة تتنبأ بأن العدوان الصهيوني على غزة سيستمر الى ذلك اليوم أو ربما أنها متفائلة بقدرة الجيش الإسرائيلي على القضاء على المقاومة الفلسطينية قبل يوم إنعقاد القمة !