شهادة الدكتور عثمان سعدي حول دور الشيخ صباح في دعم الثورة الجزائرية
بقلم الدكتور عثمان سعدي
عرفت الثورة الجزائرية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كرئيس (للجنة جمع التبرعات لمجاهدي الجزائر). ترأس اللجنة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وكان رئيس دائرة الإعلام في الحكومة الكويتية أي وزيرا للأعلام. وكنت ممثلا للحكومة المؤتة بالكويت بين سنوات 1959 و 1962 ومستشارا للجنة، كان الشيخ صباح يقول لي :”النقطة المضيئة في تاريخ الأمة العربية الحديث هي ثورة المليون ونصف المليون شهيد” . وبعد الاستقلال عُينت رئيسا للبعثة الديبلوماسية الجزائرية بالكويت سنتي 1963 و 1964 حيث أسست السفارة الجزائرية هناك
عَين الشيخ صباح مشرفا مباشرا على اللجنة الرجلَ الفاضلَ التاجر يوسف الفليج الذي يقوم في أسبوع الجزائر السنوي بالانتقال من تاجر إلى تاجر يفرض على كل واحد ما يدفعه للثورة الجزائرية، وقد كان يحدث في كل سنة تنافس بين التجار من يدفع أكثر، ففي سنة حدث تنافس كبير بين التاجرين الكبيرين عبد الله العثمان وعبد العزيز الشايع ، وتصاعد التنافس كل واحد كان يزايد على الآخر، ونشر ذلك في الصحافة وكان كل ذلك يتم تحت رعاية رئيس اللجنة.
ولم يقتصر التبرع على الأغنياء بل كان يشارك في التبرع للثورة المواطنون العاديون. ونظرا لحساسية الوضع بالكويت فيما يتعلق بالتبرعات ، وحتى لا يتسرب الشك بين الناس في مدى وصول هذه التبراعات للثورة، قرر الشيخ صباح رئيس اللجنة نشر قوائم المتبرعين في الجريدة الرسمية وبمرسوم أميري، وكان كل متبرع يقرأ اسمه والمبلغ الذي تبرع به. وقد كانت حصيلة ما جمع للثورة الجزائرية من لكويت حكومة وشعبا خمسة عشر مليون دولار، وهو مبلغ كبير بأسعار الدولار في ذلك الوقت.
وباقتراح مني تقرر عقد أسبوع آخر سنويا لجمع التبرعات العينية للاّجئين الجزائيين بتونس والمغرب تحت اسم [أسبوع المعونة الشتوية للاجئين الجزائرين]، وأذكر بأنه في سنة واحدة جُمع ستون ألف ثوب نسائي ورجالي جديد ومستعمل معقم مغسول مرة واحدة، ومائة ألف غطاء صوفي للفراش جديدة ، كانت تشحن في رزم مكتوب عليها هدية من الشعب الكويتي إلى الشعب الجزائري المجاهد. وهذا يؤكد أن الداعم الكبير للثورة الجزائرية هي شعوب الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
رحم الله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرجل العربي الأصيل الشهم، الذي شعت شخصيته طوال حياته بالقيم الإنسانية العميقة. والشعب الجزائري ومجاهدو ثورته يترحمون عليه، ويذكرونه كداعم كبير لثورة أول نوفمبر. رحمه لله وأسكنه فسيح جنانه ، وإنا لله وإنا إليه راجعون