الحرائق في 15 ولاية والإعلام الزوافي يركز على ولايتي تيزي وزو وبجاية

سكان المناطق الجبلية بولاية جيجل يتكبدون خسائر فادحة

لا تزال موجة الحرائق التي اشتعلت بولاية جيجل مستمرة، لتواصل التهامها للغطاء الغابي، وتكبد سكان المناطق الجبلية خسائر كبيرة بمنازلهم وممتلكاتهم.

وتواصل فرق الحماية والمدنية ومصالح الغابات، إلى جانب عناصر الجيش الوطني الشعبي وجموع المواطنين الذين رسموا صورة تضامنية كبيرة خلال هذا الوضع الاستثنائي الذي تمر به الولاية، عمليات إخماد النيران المشتعلة منذ ما يزيد عن أسبوع، وفيما نجحت في إخماد حوالي 20 حريقا، لا تزال أكثر من 10 حرائق أخرى مشتعلة، على غرار تلك المشتعلة منذ أيام ببلدية برج الطهر بمنطقة بوميدول ولعمارشة، حيث قال سكان هذه المناطق أن الحرائق أتت على الأخضر واليابس، إذ أتلفت مساحات كبيرة من الغطاء الغابي ووصلت حتى إلى منازل المواطنين التي احترق بعضها، ما اضطرهم للهروب منها ومغادرتها حماية لأنفسهم وعائلاتهم، ناهيك عن الخسائر المتعلقة بحقولهم وبساتينهم وأشجار الزيتون والأشجار المثمرة، وكذا إسطبلاتهم وحيواناتهم، حتى إن سكان العديد من القرى اضطروا إلى وضع مناوبة حراسة لمراقبة الوضع خوفا من وصول النيران إلى المنازل والقرى الأخرى المأهولة بالسكان، فيما وجهوا نداءات الاستغاثة من أجل مساعدتهم، وهو ما شرعت فيه العديد من الجمعيات الخيرية، حيث بدأت في جمع المساعدات من أجل إيصالها إلى العائلات المتضررة.

بدوره، لا يزال حريق منطقة العقبية بالسطارة مشتعلا منذ السابع من شهر أوت الجاري على مستوى ثلاث نقاط هي بوشارف برج وبركات، بسبب صعوبة تضاريس المنطقة، رغم النجاح في إخماد جزء كبير منه، وهو نفس الوضع بمنطقة الشريعة بزيامة منصورية وحرمة تباينت بتاكسنة، بني معاندة ولعرابة بالميلية، محسن ببرج الطهر، الطيانة بالجمعة بني حبيبي، والزوبية وسدات بالشقفة.

وكان والي جيجل عبد القادر كلكال قد تنقل إلى بلدية تاكسنة يوم الخميس الفارط برفقة قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، ومدير الحماية المدنية للاطلاع على عملية إخماد الحرائق، حيث كشف عن تسجيل اشتعال 30 حريقا منذ 09 أوت الجاري على مستوى 15 بلدية بجيجل، تم إخماد عشرين منها ولا تزال عشرة مشتعلة، فيما تم تسخير 509 عونا من مختلف المصالح المتمثلة في الحماية المدنية، الغابات، الجيش الوطني الشعبي، الدرك الوطني، وعمال البلديات لإخمادها، مع تسخير 125 آلية.

يذكر أن موجة الحر التي تعرفها ولاية جيجل منذ أيام لاتزال مستمرة خلال الأسبوع الجاري حسب التوقعات، مما قد يصعب مهمة إخماد الحرائق المشتعلة بالولاية إلا باستعمال الطائرات.

انفجار 7 ألغام تعود للحقبة الاستعمارية ونجاة 5 من أعوان الحماية بالطارف

أغلقت السلطات المحلية والأمنية في ولاية الطارف، على إثر الحرائق التي اندلعت في جبال وغابات البلديات الحدودية، الطريق الرابط بين بلديتي العيون وأم الطبول بعد انفجار 7 ألغام مضادة للأفراد مزروعة على خط شال تعود للحقبة الاستعمارية، بمنطقة عين برقوقاية، تجنبا لوقوع حوادث مميتة.

 من جهة أخرى، أجلى أعوان الحماية المدنية خمسة من رفاقهم كادوا أن يهلكوا وسط النيران على مستوى ذات الغابات بجبل عين برقوقاية بين البلديتين الحدوديتين، وذلك بعد تعرضهم للاختناق جراء التصاعد الكثيف لأعمدة الدخان التي غطت المنطقة وحجبت الرؤية، وقد قدمت لهم الإسعافات الأولية وقدَر لهم النجاة بحياتهم من هلاك كاد يكون محققا، إلى ذلك، شهدت باقي البلديات خلال اليومين الأخيرين من الأسبوع المنقضي تواصل اندلاع الحرائق التي طالت مختلف الغابات والسفوح الجبلية وأتت على احتراق عشرات الهكتارات من الأنسجة النباتية والغابية وإتلاف مئات الأشجار المثمرة وحزم التبن ومغروسات البساتين والحقول.

 وحسب ما أعلنت عنه الحماية المدنية في نشرياتها المتعاقبة، فإنه تمَ تسجيل قرابة العشرين موقدا للنيران التي زرعت الرعب في نفوس سكان المناطق الريفية والمشاتي المتاخمة للغابات ومواقع النار التي سُخر لإخمادها 50 شاحنة إطفاء، وأكثر من 200 عون، أخمدوا 11 حريقا على مستوى غابات اليفشة والدريدير والقرقور بالطارف والحناية وكدية الدراوش ببلدية بريحان، الوليجة وبوشليقة بالزيتونة وبير النخلة بعين الكرمة وأم علي ببوقوس وغابة بن حو برمل السوق، بينما لازالت عمليات الإطفاء متواصلة في المواقد المتبقية.

إتلاف 15 هكتارا من المساحات الغابية وأشجار الزيتون في ميلة

لاتزال ألسنة النيران تلحق خسائر معتبرة بالمساحات الغابية والأشجار المثمرة بولاية ميلة، لأسباب لازالت غامضة، حيث اندلع أول أمس، في حدود الساعة منتصف النهار و25 دقيقة، حريق مهول أتى على حوالي 15 هكتارا منها 9 هكتارات مساحات غابية متمثلة في الأدغال والأحراش و6 هكتارات من أشجار الزيتون بالمنطقة المسماة أقارو التابعة لبلدية تسدان حدادة شمال عاصمة الولاية ميلة.

وتدخلت وحدة القطاع للحماية المدنية لبلدية تسدان حدادة مدعمة بالوحدة الثانوية لبلدية فرجيوة وكذا كتيبة الجيش لبلدية العياضي برباس، محافظة الغابات لولاية ميلة، الدرك الوطني، السلطات المحلية ومختلف الجمعيات الناشطة بالمنطقة، إضافة إلى عشرات المواطنين الذين شاركوا في عملية إخماد النيران بقوة التي نشبت في مساحات شاسعة من الأدغال والأحراش والأشجار المثمرة، وقد قدرت الخسائر بـ15 هكتارا منها 9 هكتارات أحراش وأدغال و6 هكتارات أشجار الزيتون ملك للخواص، وحوالي 200 حزمة تبن، مستودع للخردوات يقع بالقرب من مكان الحريق، فيما تم إجلاء العديد من المواطنين القاطنين بالقرب من الحريق بسبب الدخان المتصاعد من ألسنة اللهب، لتلقي العلاج بمصلحة الاستعجالات بالعيادة المتعددة الخدمات لبلدية تسدان حدادة، بعد ما اضطرت عشرات العائلات القاطنة بالقرب من مكان الحريق إلى الهروب من مساكنها بسبب كثافة النيران، وذلك خوفا من محاصرتها لهم من كل الجهات، خاصة مع  قوة الرياح وسرعة انتشار النيران والارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي فاقت الـ45 درجة، الأمر الذي  أجبرهم على الرحيل والهروب من منازلهم رفقة أبنائهم خوفا من هلاكهم، فيما تفيد مصادر “الشروق اليومي” بأن أعوان الحماية المدنية استطاعوا انقاذ مجمع سكني يقع بالقرب من مكان الحريق، ملعب جواري، مستودعين كبيرين وباقي الغابة، وذلك بحضور قائد القطاع العسكري لولاية ميلة.

سكان قالمة يستغيثون: “أرسلوا إلينا طائرات الإطفاء”

مازالت سلسلة الحرائق المدمّرة التي شبت منذ مساء الأربعاء الماضي بجبال بني صالح، بولاية قالمة، تلتهم الأخضر واليابس، بعدما واجهت فرق الإطفاء التابعة للحماية المدنية بالولاية صعوبة كبيرة في إخمادها بسبب صعوبة التضاريس الممتدة عبر عدّة بلديات شملتها النيران المشتعلة انطلاقا من بلدية بوشقوف، منذ مساء الأربعاء الماضي، وهبوب الرياح التي ساهمت في تأجيج ألسنة اللهب.

وقد استنفرت السلطات المحلية كل المصالح المعنية وفي مقدمتها وحدات الجيش الوطني ومديرية محافظة الغابات والجزائرية للمياه والبلديات للتدخل وتقديم كل الدعم لوحدات الحماية المدنية المتواجدة في الميدان، والتي اضطرت إلى تسخير كل فرقها وأعوانها والإعلان عن حالة لطوارئ القصوى، والاستنجاد بأعوانها وضباطها وقطع عطلهم السنوية أو أيام راحتهم للالتحاق بالوحدات المتواجدة بغابات جبل بني صالح في محاولة للتحكم في النيران المشتعلة، كما تم الاستنجاد بالرتل المتنقل لولاية قسنطينة، الذي وصل إلى المنطقة ليلة أول أمس الخميس للمشاركة في عملية إخماد النيران.

وأثارت ألسنة اللهب التي انتشرت بسرعة وامتدت إلى عدّة بلديات بالجهتين الشمالية والشرقية لولاية قالمة، حالة من الخوف والهلع في أوساط المواطنين والسكان المجاورين للمناطق الغابية، خوفا من وصول ألنيران إلى بيوتهم، حيث اضطروا إلى مغادرتها والابتعاد عن تلك المناطق حفاظا على سلامتهم، فيما التهمت السنة النيران ممتلكاتهم وتسببت في خسائر كبيرة لم يتم حصرها لحد الساعة، في انتظار الحصيلة النهاية.

وأمام هول الكارثة التي تشهدها منطقة بني صالح، فقد بادر مواطنون وبعض النشطاء مساء الخميس وأمس الجمعة، إلى جمع بعض المواد والتنقل إلى المنطقة لتقديم الدعم والمساعدة إلى فرق الإطفاء التي تواجه صعوبات كبيرة، في المناطق الجبلية، بسبب سرعة انتشار مواقد النيران في عدّة نقاط، وهبوب رياح “السيروكو”.

وإلى حد كتابة هذه الأسطر مازالت النيران تلتهم كل ما تجده في طريقها من أشجار غابية نادرة وحيوانات برية نادرة، داخل المحمية، فيما تعالت الأصوات إلى ضرورة تدخل أعلى السلطات للوقوف على حجم الكارثة، وتقديم الدعم اللازم لفرق الإطفاء بالإمكانيات اللازمة واستخدام الطائرات، خاصة في المناطق الجبلية وعرة التضاريس.

كما تدخلت وحدات الحماية المدنية بقالمة، أيضا مساء الخميس، لإخماد حريق مهول آخر شبّ بمنطقة بوحكيم ببلدية رأس العقبة وخلّف خسائر معتبرة.

وتواصل وحدات الدرك الوطني تحرياتها وتحقيقاتها لكشف هوية المتسببين في إضرام النيران، تزامنا مع الارتفاع القياسي في درجات حرارة الجو، خاصة وأن كل المعطيات تؤكد أن سلسلة الحرائق المشتعلة في قالمة منذ مطلع الأسبوع الماضي عبر العديد من البلديات مفتعلة.

وببلدية تاجنانت جنوب ميلة، تسببت ألسنة اللهب، مساء أول أمس، في إتلاف 600 حزمة تبن بمنطقة دمة لحدادة.

من جهتها باشرت المصالح المختصة تحقيقا في الحادث .