أسامة وحيد يكتب حول قضية الشاب رؤوف وسياسة الكيل بمكيالين
قضية الشاب العنابي رؤوف المتهم بالتحريض على الكراهية ضد القبائل والذي أمرت قاضي التحقيق بمحكمة عنابة وضعه رهن الحبس المؤقت أثارت موجة غضب تنديد بسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها العدالة الجزائرية تحت ضغط الجمعيات الحقوقية والنقابية التي تتحرك بإعاز من أسيادها داخل الدولة العميقة وفي هذا السياق كتب الاعلامي أسامة وحيد على صفحته الشخصة بالفايس بوك تعليقآ جريئآ يستحق العلامة الكاملة.
مقالة الزميل أسامة وحيد حول قضية الشاب رؤوف
حتى تتضح الرؤية فيما يخص مسمى رابطة حقوق الإنسان، و التي تابعت الشاب #بلهوشات الساكن بعنابة و ذلك على خلفية عبارات نطقها في لحظة احتقان و احتراق و غضب، لتجعل تلك الرابطة من اللاشيء قضية رأي و رعي عام ، و كل ذلك للتغطية على بشاعة فاجعة المحرقة، قلنا حتى تتضح الرؤية، فإن المتعارف عليه في لعبة التعمية و الإلهاء و قرصنة العقل ، ان مسمى المنظمات و الجمعيات و النقابات و حتى الكثير من الأحزاب السنفورية ، ليست في حقيقتها إلا #أختام و #محافظـسوداء يحملها و يتنقل بها اشخاص معدودين يتحركون حسب ظروف العرض و العطب ، و المتفق عليه أن عمل تلك الهياكل الخاوية على عروشها ، لا يخرج من لعبة اصدار البيانات بإسم فئات المجتمع ، و للأسف كل بلاوي البلد التي مررنا بها كانت من #أختام فئوية يتحكم في حبر بياناتها و مداد أختامها، بضع شخوص، هم المنظمات و الجمعيات و النقابات بالاضافة لمسمى رابطات حقوق الإنسان و الحيوان و النبات و حتى الكائنات الفضائية المجاورة، و الغريب في #لعبةـالتلهية و الاحتواء تلك، أنك قد تجد فردا واحدا يحمل أكثر من ختم في محفظته التي هي مكتبه ، جامعا بذلك بين منظمة لغرس و تلقيح النباتات الاستوائية و بين نقابة للدفاع عن حقوق المواشي و عن حقوق الجزارين معا ، ناهيك عن رابطات حقوقية للدفاع عن حقوق الانسان و حقوق الفراشات و قوس قزح و العصافير المزقزقة و المهم في أجندة الاحتواء و التوجيه تلك ، هو امتلاك أكبر #عددـمنـالأختام للتحكم في لعبة البيانات بإسم فئات المجتمع ..
و النتيحة في المقدمة السابقة ، أن #الأختام الجمعوية و النقابية و الحقوقية، اصبحت قوة ضغط رهيبة و فعلية ، ليس لأنها موجودة فعلا و لها أثر و تأثير على أرض الواقع بمناضليها مثلا أو لأنها فعلا تمثل حقوق فئات ما و تدافع عنها ، و لكن لأن بعض الأطياف الإيديولوجية ، فهمت أنه يكفي أن #تختم على ورقة بإسم فئة معينة، حتى تتحرك الآلة الدعائية و الاعلامية لتعلن أن الجمعية أو المنظمة أو النقابة الفلانية ، أصدرت البيان الفلاني الذي ستتلقفه كبريات الصحف و القنوات كمرجع ، متجاهلة نفس القنوات ، ماذا تمثل تلك المنظمة أو النقابة حقا ،على مستوى الواقع ، و هل الأمر يتعلق بفئة حقيقية ،أم بشخص عنده #كاشي يمثل منظمة ذات شخص وحيد ، احتكر عن طريقها ، لسان فئات مجتمعية غارقة في يومياتها ليقرصن منها صوتها ، دون إذن منها ، و يدين و ينوه و يرفع و ينزل باسمها من شاء و متى شاء ..
أعود لقضية الشاب العنابي و لمسمى رابطة حقوق الانسان التي تابعته بإسم العنصرية و الكراهية، لنسأل عن هوية و الطيف الايديولوجي الذي ينتمي إليه المؤسسين الأوائل لتلك الرابطة، و ستصدمون حين تعلمون اللون الايديولوجي المشترك لأغلبية شخوصها ، و منه فأنه ما دام نفس الطيف المتحكم في ختمها، فإنه من العادي ان يكون مفهوم الكراهية في نظر تلك الرابطة، له ايديولوجية معروفة و محددة مسبقا، حيث أن الرابطة التي اعتبرت ما تفوه به الشاب العنابي في لحظة حرقة و حزن وغضب على محرقة الشهيد جمال ،#عنصرية، هي نفس الرابطة التي تعطي إسم #فنان لمن كتب شعرا بغيضا متخما بالكراهية و العنصرية ،ثم انتجه أغنية و ذلك بعد أشهر من بروفات تلحينه قبل غنائه و توزيع ألبوماته و كل ذلك مع سبق الكراهية و العزف رفقة فرقته الموسيقية ، لتجعل منه أمثال تلك الرابطة..أسطورة فنية و يتم نفخه للعالم كفنان و طبعا بين #الفتان و #الفنان نقطة لم ترها تلك الرابطة و من هم على شاكلتها من معدي البرامج المدرسية الذين لغموا الكتاب المدرسي بالمسمى أيت منقلات كمعلم فني و كأسطورة غنت و رقص من وراء اغنيتها العنصرية :”كيفـتكونـحاكماـياـبني” ، الألاف بل العشرات من الألاف ممن تم تسميمهم بثقافة الكره و الحقد التي انتجت لنا ثقافة الحرق ..
المهم..و حتى نكون واضحين، اذا كان ما قاله الشاب العنابي في حق الماكيسيست ، وعممته الرابطة عن منطقة بعينها في لعبة تعويم ممنهجة، كراهية ، رغم ان المعني كان واضحا في غضبه و كان كلامه موجه للوحوش التي قتلت و نكلت و أحرقت شهيد الغدر جمال، إذا كان الأمر كذلك ، فإن أغنية المسمى أيت منقلات التي يحفظها الكثيرون و لا زالت توزع ، كارثة حقيقية بالمعنى الكمي و الكيفي للإنسانية و لكل القيم و لكل الشعائر…و آخر الكلام فيما يسمى منظمات و نقابات و تكتلات جمعوية ..هل لاحظتم أن لونا ، لطيف ايديولوجي يذاته ، هو من يطغى على تلك الأختام دونا عن البقية و انه بهكذا احتواء ممنهج للعبة الأختام الحقوقية و حتى النقابية . تمت عملية قرصنة و احتكار حتى للمفاهيم الانسانية حقوقا كانت أو واجبات ، ليكون المتحكم في الأختام هو المتحكم ليس فقط في المفاهيم و لكن في البديهيات المتفق عليها كونيا…
و النتيجة فيما سبق ، أن لسان الجزائر العميقة صادرته أختام لمنظمات و نقابات لا وجود لها إلا في محافظ حامليها ، و للأسف ..الطبيعة لا تقبل الفراغ و قد ركب أمثال هؤلاء ، كل فراغات الوطن ليشغلوها و يضحون هم الحقوق و هم المنظمات و هم الجمعيات و هم الأختام كلها…