“فايننشال تايمز”: لماذا ترفض ألمانيا إرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا؟
ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” أن المستشار الألماني، أولاف شولتس، يقاوم التحرك أكثر في اتجاه أوكرانيا، خوفاً من استفزاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأشارت الصحيفة إلى أنّ استطلاعات الرأي الأخيرة تفيد بأنّ أغلبية الألمان تعارض إرسال الدبابات إلى أوكرانيا، مضيفةً أيضاً أنّ شولتس “يتعرض لضغوط دولية متزايدة لاتخاذ قرار بالغ الأهمية: منح الضوء الأخضر أو لا لإرسال الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا”. وأوضحت الصحيفة أنّ حلفاء برلين الغربيين دأبوا على تضييق الخناق على الزعيم الألماني، بحيث تطالب كييف بمزيد من الأسلحة لتعزيز مكاسبها ضد روسيا، وهو ما أشارت إليه أيضاً تصريحات وزراء ألمان بارزين في الأيام الأخيرة، أكدوا فيها أن موقف الحكومة يتغير.
ووفق الصحيفة، فإنّ “المستشار الألماني يتمتع بنفوذ هائل، ليس بسبب التداعيات العسكرية والسياسية لقرار إرسال دبابات ألمانيا الخاصة إلى أوكرانيا فحسب، بل أيضاً لأنه على رأس أكبر دولة في أوروبا، من حيث عدد السكان، وأكبر اقتصاد في أوروبا، وهو ما يتيح له سلطة الموافقة أو الاعتراض على إعادة تصدير دبابات “Leopard 2″ الألمانية الصنع، والتي يستخدمها 13 جيشاً في جميع أنحاء أوروبا”. وذكرت الصحيفة أنّ شولتس، المعروف بأسلوبه الحذر، أعرب عن تردده منذ أشهر في إمداد الدبابات، حتى بعد أن زادت جرأة شركائه في الائتلاف الثلاثي في دعمهم القيام بذلك. من جهته، قال وزير الاقتصاد الأخضر روبرت هابيك إنّه “يجب على ألمانيا ألّا تقف في طريق الدول الأخرى إذا قررت دعم أوكرانيا، بغض النظر عن أي قرار تتخذه ألمانيا نفسها”.
وكان شولتس وعد، العام الماضي بـ”تغيير جذري” في سياسة الدفاع والأمن الألمانية، وبدا هذا التحول بطيئاً بالنسبة إلى كييف وحلفائها الأعلى صوتاً في أوروبا، بما في ذلك بولندا ودول البلطيق. وتنفي شخصيات بارزة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بزعامة شولتس، تردد الأخير. وقال مايكل روث، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاغ: “لا أراه متردداً. إنه يتصرف بحذر، بطريقة تأخذ في الاعتبار حقيقة، مفادها أن المجتمع الألماني منقسم بشأن هذه القضية”، مضيفاً أنه لم تكن هناك “أغلبية واضحة” لمصلحة إرسال الدبابات إلى أوكرانيا. وأوردت الصحيفة أيضاً أنّ “الزعيم الألماني عبّر مراراً عن قلقه من أن ينظر إلى بلاده على أنها تصعد الصراع وتثير استفزاز بوتين، الذي ألمح إلى أنه قد يلجأ إلى الأسلحة النووية”.