المجتمع المدني الجلفاوي في وقفة حضارية تستحق الإشادة والإستمرار
الموقف ـ محمد إبراهيم
من المؤكد أن توقيف الصحفي الذي تهجم على أهل الجلفة ثم وضعه تحت الرقابة القضاية كان نتيجة الحملة التي قام بها أحرار ولاية الجلفة الذين رفعو دعوى ضد الجاني و يبدو أن ردود الأفعال التي تصاعدت في أوساط المجتمع المدني قد عجلت بتحرك السلطات الأمنية والقضائية بهدف إحتواء الموقف وتجنب القلائل التي من شأنها تعكير الأجواء الإجتماعية وتهديد النظام العام.
وقفة المجتمع المدني الجلفاوي وجميع من تضامن معهم تستحق الإحترام والتحية ليس من الناحية الأخلاقية فحسب بل من الناحية السياسية أيضآ لأن السقطة الإعلامية لم تأت من صحفي عادي بل جاءت من صحفي خدم أسياده مدة نصف قرن لا بدوافع سياسية كان بامكناننا إحترامها حتى ولم نتفق معها بل بدوافع منفعية بحتة وهو الذي صفق لبومدين ثم للشادلي وبعدها لخصوم الشادلي ثم لزروال وبعدها لبوتفليقة قبل أن ينقلب عليه سيده توفيق حيث إنتهى به الأمر سنة 2019 الى تأييد ترشح الجنرال علي غديري الذي كان مرشح السلطة الموازية بقيادة توفيق وتمويل ربراب. وفي زمن إنقلاب المعايير والقيم يتحول فجأة عميد الخبارجية الي إعلامي معارض للسلطة !
كلمة أخيرة لأحرار أولاد نايل ولجميع أحرار الجزائر: السقطة الإعلامية التي أثارت غضبكم المشروع لم تكن صدفة أو معزولة بل تدخل في سياق إجتماعي وسياسي خطير يتطلب اليقضة والحذر. إذا كان أولاد نايل مهددين بالإبادة الجسدية من طرف الإستعمار وعملائه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر فاليوم أولاد نايل وغيرهم من أهالي هذا الوطن مهددين بالتهميش الإجتماعي والثقافي مادامت الأقليات الثقافية والإيدولوجية متنفذة في مفاصل الدولة العميقة تحت شعارات ظاهرها وطني وباطنها عرقي وجهوي. الوقفة الحضارية التي وقفها المجتمع المدني الجلفاوي بحاجة الى الإستمرار والى أشواط أخرى من أجل القضاء على التهميش والحقرة ومن أجل تحقيق التوازن الجهوي المنشود وتجديد النخب المسيرة لشؤون الجزائر على جميع الأصعدة المركزية والولائية والدائرية.