هل تزود إيران سوريا بمنظومات دفاع جوي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ؟

في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأجواء السورية، والقصف الدائم للمواقع العسكرية في محيط دمشق، يطرح البعض تساؤلات بشأن تزويد إيران سوريا بمنظومات دفاع جوي، وإمكانية أن تساهم هذه الخطوة في وقف اعتداءات تل أبيب. تأتي هذه التساؤلات، بعد أن أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني قبل أيام، عن إمكانية بيع إيران معدات وأنظمة صواريخ دفاع جوي لسوريا، حيث أوضحت إيران أن إمداد سوريا بصواريخ أرض ء جو ربما يحدث في إطار مساعدتها لتعزيز الدفاعات الجوية في مواجهة الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة، وذلك لأن “سوريا بحاجة إلى إعادة بناء شبكة دفاعها الجوي وتطلب قنابل دقيقة لطائراتها المقاتلة”. وقال التلفزيون الإيراني إنه من المرجح كذلك أن تمد إيران سوريا بالرادارات والصواريخ الدفاعية، مثل نظام 15 خرداد، مشيرا إلى أنه لا يتم الإعلان إلا عن أجزاء فقط من اتفاقية دفاعية جرى توقيعها في الآونة الأخيرة مع سوريا.

اعتبر الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي السوري، أن قدرة منظومات الدفاع الجوي الإيرانية الصنع على ردع الاعتداءات الإسرائيلية، والتصدي لها انطلاقًا من الأراضي السورية تتعلق بعوامل عدة؛ منها عدد البطاريات التي ستحصل عليها سوريا، وبالتالي قدرتها على إغلاق مساحات أكبر من المجال الجوي في وجه الطائرات والصواريخ المهاجمة، فضلاً عن القدرة على تحقيق تكامل قدرات الدفاع الجوي ما بين الأمدية البعيدة والمتوسطة والقصيرة، وعلى الارتفاعات المختلفة، إضافةً إلى تكامل عمل المنظومات من حيث قدرات التشويش الحرب الإلكترونية ومعداتها الإضافية. وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، يتعلق الأمر كذلك بأنواع الصواريخ التي ستحصل عليها سوريا، وهل تكون من نوع صياد 1 أم 2 أم 3 أم أكثر من نوع في آن واحد، كما يتعلق بمدى القدرة على إدماج المنظومات الإيرانية ضمن وسائط الدفاع الجوي السورية التي تعتمد بكل مكوناتها على المعدات الروسية ومن أجيال مختلفة، (وبعضها قد يعاني من مستوى خدمة منخفض نسبيا)، وإن كانت التجربة الإيرانية قد نجحت تكنولوجيًا في تحديات إدماج مشابهة سابقا (منظومة تلاش).

وأوضح أن من المزايا التي تميز عمل منظومات الدفاع الجوي على الجبهة السورية محدودية المساحة التي ينبغي إغلاقها أمام الطيران الإسرائيلي نسبيًا، فهي تشمل أجواء الجولان ولبنان والمنطقة الساحلية وهذا لا يقارن بالمساحات الهائلة التي يجب أن تغطيها المنظومات المدافعة عن سماء إيران، ولكن واقع الأمر يؤكد أيضاً أن كامل خط الحدود الأردنية – السورية، وكذلك خط الحدود العراقية – السورية حتى ما بعد التنف بعشرات الكيلومترات، هي مناطق محتملة لتسلل الطائرات الإسرائيلية. أما عن صعوبات عمل منظومات الدفاع الجوي في مواجهة الطيران الإسرائيلي – والكلام لا يزال لدنورة- فكثيرة، منها التعرض لإجراءات مكثفة من التشويش والحرب الإلكترونية والخداع الراداري، وامتلاك سلاح الجو الإسرائيلي لأحدث أصناف الطائرات الحربية، بما فيها تلك الأكثر تطوراً مثل إف 35، فضلا عن الأعداد الكبيرة من الطائرات القاذفة والمقاتلة من الأنواع الأخرى المتطورة، إضافة إلى صواريخ دقيقة التوجيه ومتطورة تكنولوجيا من صناعة إسرائيلية وأمريكية وذات أمدية بعيدة، فضلاً عن تلك المضادة للرادار.ويرى أن كل تلك العوامل على أهميتها لا تنفي أن منظومات الدفاع الجوي الإيرانية الصنع ستمثل إضافة هامة جدًا لقدرات الدفاع الجوي السوري، (لا سيما في ظل القدرات الفائقة لمنظومة 15 خرداد وصواريخ صياد العاملة على بطارياتها)، وهي ستحد بالتأكيد من حرية حركة وعمل طائرات العدوان الإسرائيلي، وستجعل إمكانية إسقاط هذه الطائرات المهاجمة داخل المجال الجوي لفلسطين المحتلة والجولان ولبنان ممكنة، وسيتعلق الأمر آنذاك بقرار سياسي لتصعيد سوية الردع الدفاعي السوري.

(وكالة سبوتنيك)