مشاورات الرئيس تبون مع أحزاب المعارضة : هل يحاول النظام تجديد نفسه بوجوه جديدة ؟

أكد خبراء ومحللون سياسيون أن مبادرة الرئيس عبد المجيد تبون باستقباله ستة رؤساء أحزاب سياسية تندرج ضمن مسار مواصلة عملية الإصلاح السياسي التي شرعها بمشروع تعديل الدستور . 

ورشح المتتبعون للشأن السياسي أن تتواصل  المشاورات مع مختلف التشكيلات السياسية الأخرى، على اختلاف توجهاتها، لتكون بعدها الانطلاقة في إستكمال الإصلاحات السياسية التي شرع فيها  الرئيس بعد التعديل الدستوري.

وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي مصباح مناس، أن “رئيس الجمهورية منفتح على كل المبادرات مهما كان مصدرها، خاصة إذا ساهمت في بناء الجزائر ومواجهة كل التحديات” ليضيف أن ” الرئيس عبد المجيد تبون، ومباشرة بعد عودته سيستمع لكل الأطياف السياسية”.

من جهته، أكد المحلل السياسي محمد عمرون بأننا “مقبلون على تجديد لهياكل مهمة في مؤسسات الدولة والمؤسسة البرلمانية بغرفتيها، سواء المجالس الولائية والبلدية، وبالتالي ستكون هناك حاجة ماسة لوضع قواعد مشتركة، بين الأحزاب السياسية من أجل خوض هذه الإنتخابات، لأنه في النهاية الإصلاح يحتاج لمؤسسات قوية”.

ويتفق المحللون أن مواصلة الحوار السياسي، يأتي لتأكيد على رغبة رئيس الجمهورية في الإسراع على تجسيد الإصلاحات التي تعهد بها وإيمانا منه، بأن بناء جزائر جديدة بحاجة إلى إشراك وإسهام الجميع.

جدير بالذكر أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون استقبل هذا الأحد مسؤولي ثلاثة أحزاب سياسية، ويتعلق الأمر بكل من رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، ورئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، إلى جانب وفد من حزب جبهة القوى الاشتراكية يتشكل من الأمين الوطني الأول، يوسف أوشيش، وعضو الهيئة الرئاسية، حكيم بلعسل.

كما إستقبل السبت، بمقر رئاس الجمهورية، كلا من رئيس حركة البناء، عبد القادر بن قرينة، رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد ورئيس جيل جديد، جيلالي سفيان.

إن إنفتاح الرئيس تبون على المحيط السياسي أمر لا ينكره أحد ولكن السؤال الذي يبقى مطروح يتعلق بمدى نجاعة المنهجية المتبعة من طرف النظام والتي تشوبها شكوك عديدة. هل يكفي إقصاء أحزاب الموالاة من المشاورات ومن الحسابات القادمة للرئيس من إضفاء شرعية شعبية حقيقية على النظام أم سيقتصر الأمر على تجديد سطحي بالإعتماد على أحزاب موالاة جديدة في الوقت الذي تبقى فيه مؤسسات الدولة العميقة على حالها ؟